تقول أم: ابنى أنانى ولا يحب مشاركة الأطفال، ويبكى كثيرا إذا أراد ابن عمه اللعب بألعابه ولو لفترات قصيرة، فهو نكدى وكلما وجد أى لعبة بيد أخيه يحاول أن يأخذها منه، ويحتفظ بها وغالبا لا يلعب بها وفى الحضانة يريد أن يأخذ كل أقلام الألوان ويوزعها على الأطفال، ويقول دائما (أنا الأول..أنا الأول)، هل هو أنانى، وما هى أسباب هذا السلوك؟ وكيف يمكننى التعامل معه؟
تجيب على السؤال الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس قائلا:
"عزيزتى ابنك من الأطفال الأنانيين، هم من يهتمون بأنفسهم أو بمصالحهم دون الاهتمام بمصالح الآخرين، حيث إن نظرة الأنانيين تقتصر على حاجاتهم الخاصة، واهتمام الطفل الأنانى مركز على نفسه فقط وهذا ما يميزه عن بقية الأطفال العاديين.
وتشير د.هبة إلى أن مفهوم الأطفال الأنانيين عن أنفسهم مفهوم غير واضح، ونظرتهم للآخرين هى نظرة سالبة، حيث ينقصهم الانتماء للجماعة، ويجدون صعوبة فى علاقاتهم مع الأطفال الآخرين ومع الأقران.
أسباب الأنانية:
1 ـ الخوف: المخاوف العديدة عند الأطفال تسبب الأنانية عندهم مثل مخاوف البخل، الرفض، الابتذال، وبالتالى يميلون إلى الأنانية، ويصبحون مهتمين فقط بسعادتهم وسلامتهم الشخصية، ولذلك يحاولون دائماً تجنب الأذى من الآخرين، ولذلك لا يعرضون أنفسهم ولو نسبياً إلى الاهتمام بالآخرين، ولا يظهرون أى نوع من أنواع التغيير فى حياتهم، ودائماَ لديهم شعور بالقلق والتهيج وهم يرون الأشياء من خلال أعينهم فقط ويفسرون وجهات نظر الآخرين بأنها مخجلة، هم متمركزون حول النفس ونكدون ومتقلبو الأطوار.
2. الدلال أو الدلع: بعض الأسر تحاول إبعاد أطفالهم عن أية مواقف مزعجة، ويقدمون لهم الحماية الزائدة، ويحرصون على إشباع كل ما يحتاجه أطفالهم، لذا ينشأ هؤلاء الأطفال وهم غير قادرين على تنمية قوة الاحتمال أو تطوير ذواتهم وهذا يقودهم إلى الأنانية.
3. عدم النضج: الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل الإحباط ويريدون الشىء عندما يريدونه، هؤلاء الأطفال لا يستطيعون المحافظة على كلمتهم وهم غير قادرين على تحمل المسئولية.
طرق العلاج:
وتقدم الدكتورة هبة عيسوى مجموعة من الخطوات لعلاج أنانية الأطفال وهى:
1. تعليم الاحترام بواسطة لعب الدور، حيث إن للأباء دوراً كبيراً فى ذلك، بسردهم قصصاً تحتوى على قيم واضحة تحث على عدم الأنانية، وتظهر سلوك الاهتمام بالآخرين على أنه السلوك الصحيح.
2. شرح ومناقشة وتعزيز النتائج الإيجابية للاهتمام بالآخرين: وذلك بشكر الأطفال على أى سلوك يظهر فيه احتراماً نحو الآخرين، وشرح نتائج هذا الفعل فى النفوس.
3. شرح ومناقشة التأثيرات السلبية للأنانية: فلو كان الطفل أنانياً، يجب على الأب أن يناقشه بطريقة لطيفة، ومناقشة المواقف الأنانية وسلبيتها، مما يحفز الطفل أن يبتعد عن سلوك الأنانية.
4. مناقشة وعى الأطفال وخبراتهم السابقة: فيجب تعليم الأطفال أن يكون متفتحى العقول وقابلين للنقاش، وأن يكونوا أقل خشونة فى التعامل مع القضايا والمشاكل، وإظهار الاهتمام بهم وبغيرهم.
الكاتب: عفاف السيد
المصدر: موقع اليوم السابع